السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم
انتهت سنة 2009 ، و انتهى معها العقد الأول في القرن 21 ، اعتبر بعض متتبعي بوليود هذه السنة أسوء سنة في العقد الحالي ، لكنهم لو فكروا بروية سيعرفون أنها سنة عادية كالسنوات الأولى في هذا العقد ، عرفت أفلاما فاشلة نقديا و جماهيريا و أخرى حققت نجاحا كاسحا ، يكفي أن فيلم البلهاء الثلاثة الذي صدر فيها هو أضخم و أنجح فيلم في تاريخ بوليود .
المهم موضوعنا اليوم ليس عن سنة 2009 ، بل عن أفضل و أقوى مشهد شهدته هاته السنة ، مشهد تميز عن المشاهد الأخرى بالعديد من الأشياء ، فقدم لنا رسائل متعددة قد لا نستخلصها من مشاهدة بعض الأفلام كاملة ، مشهد تميز بأداء قوي و خيالي من
جميع الممثلين ، و قد يكون مشهدا مؤثرا على مجريات الفيلم . حسب رأيي فأفضل مشهد في هاته السنة هو مشهد توليد مونا أخت كارينا كابور في فيلم البلهاء الثلاثة طبعا ، و قبل أن أغوص في ذكر أسباب اختياري لهذا المشهد بالذات أفضل أن أذكر ما
جاء فيه و كل ما ارتبط به من أحداث .
ففي ليلة عاصفة ممطرة ، عمت فيها الفيضانات جميع الأرجاء ، فجعلت التنقل من مكان لآخر أمرا مستحيلا ، لسوء الحظ ساعة إنجاب مونا جاءت في هذه الليلة ، أخذ الدكتور فيرو ابنته في السيارة إلى المستشفى ، لكن الفيضانات و سوء الأحوال الجوية
جعلته يتوقف في الطريق ، فنزل من سيارته ليتصل بسيارة الإسعاف ، طبعا لا يمكن أن يلبى طلبه للأسباب المعروفة ، أما مونا فكانت تكلم بيا التي ذهبت لعملها للمستشفى عبر الهاتف ، فجاء رانشو فأعطته الهاتف ليتكلم مع بيا فطلبت منه بأن ينقل أختها من
السيارة . حمل رانشو مع أصدقائه مونا إلى الملهى الخاص بطلبة الكلية و وضعوها فوق ملعب كرة الطاولة ، و شغلوا الحاسوب للتواصل مع بيا عبر برنامج المحادثة ، فطلبت من رانشو بأن يقوم بعملية التوليد فقالت له بأنه عندما لم يكن مستشفى على وجه
الأرض كان الأطفال يولدون ، طبعا رانشو أصبح متوترا لأنه لم يكن يتوقع يأن يوما سيأتي سيطلب منه القيام بعملية توليد ، فقال شعاره في الحياة عند المواقف الصعبة آل ايز ويل بمعنى كل شيئ حسنا .
في هذا الوقت جاء الدكتور فيرو بعدما عرف بأن ابنته نقلت إلى هذا المكان ، فبدأ بالصراخ على رانشو و على الطلبة لكن بيا طلبت منه الهدوء لأن الأمر صعب و لا خيار آخر ، و بعد ذلك بدأ الجميع يستعد للعملية بتحضير المقص و المناشف و إزالة
الستائر و استعمالها كغطاء ، و لأن المصائب لا تأتي فرادى ، فقد انقطعت الكهرباء و انقطع معها الاتصال ببيا ، لكن رانشو و أصدقائه لم يقفوا مكتوفي الأيدي و لم يستسلموا لليأس ، فقاموا جميعا و جلبوا بطاريات من السيارات ، و بطريقة علمية
و تحت إشراف و توجيه من رانشو طبعا لأنه ليس أبله بل هو ... ، نجحوا في إرجاع الكهرباء و عاد معها الإتصال مع بيا عبر الحاسوب ، ليباشروا بعد ذلك بعملية التوليد بعد توجيهات من بيا فهي طبيبة و بمساعدة من فرحان ، نجح رانشو في التوليد ،
لكن الجنين لم يصرخ فظن الكل أنه قد مات في يد رانشو ، و لكن بعد ذلك يتضح أنه حي ، و بالتالي فقد نجح رانشو في العملية .و بعد كل ما قام به رانشو هنا تغيرت نظرت الدكتور فيرو إليه فأعطاه قلما لم يحصل عليه أحد من قبل في الكلية و لا يناله
إلا المتفوقون .
لمشاهدة فيديو المشهد من رفع أختي مي ميمو المصرية التي أتوجه لها بجزيل الشكر
http://www.youtube.com/watch?v=RsQZ7_iufs4
مجموعة من الاسباب جعلتني أعتبر هذا المشهد الأفضل في 2009 ، فقد تميز عن باقي المشاهد في هاته السنة ، بالأداء القوي و تعدد الرسائل التي يقدمها ، و تغييره لمجرى أفضل فيلم في السنة فقد غير نظرة الدكتور فيرو لرانشو .
الأداء - قدم طاقم الفيلم في هذا المشهد عملا قويا و متجانسا بداية بالمخرج راج كومار هيراني و مرورا بالممثلين و انتهاء بالعاملين في الديكور و الإضاءة ، و بصراحة لو لم يؤدي أحد الفاعلين الأساسيين في هذا المشهد دوره على أكمل وجه ، لما كان
بهذا الشكل الرائع . أما بخصوص أداء الممثلين و خاصة عامر خان و كارينا كابور و مونا سينغ فقد كان قمة في الإتقان ، أدت مونا دور المرأة الحامل ببراعة خاصة في لحظة ولادة الجنين و بكائها حزنا على عدم صراخه ثم بكائها فرحا على صراخه ، أما
كارينا فقد كانت انفعالاتها في المشهد رائعة ، و بصراحة أدت هنا أداء عمرها ، أما عامر فأدائه ثابت و مميز جدا في جميع أفلامه و بالتالي فشيئ عادي أن يقدم مشهدا في قمة الإتقان كهذا ، ثم إنه لم يلقب بلقب المتقن من فراغ ، حسب رأيي أداء عامر و مونا
و كارينا جعلنا نحس أن عملية التوليد حقيقية .
الرسائل التي قدمها المشهد - قدم لنا هذا المشهد رسائل متعددة ، فيجب علينا أن نثق في قدراتنا و في إمكانية قيامنا بأعمال قد تبدو لنا صعبة ، فالحياة تجربة ، و من التجارب يتعلم الإنسان ، فلا يجب علينا أن نخاف من الفشل . كما أن هناك أشياء تبدو لنا
استعمالاتها محدودة و عادية إلا أن بأمكاننا استعمالها استعمالات متعددة ، كما لا يجب علينا أن نفقد الأمل و نستسلم لليأس في المواقف الصعبة بل علينا أن نعمل بجد و نصمم على الوصول لهدفنا و أن نتحد و نتعاون في ما بيننا لأن في الإتحاد قوة ،
فالعمل الدؤوب و التصميم و التعاون أساس النجاح .
كما أن هذا المشهد كان ذو أهمية كبرى في فيلم البلهاء الثلاثة فقد غير نظرة المحيطين برانشو إليه و خاصة الدكتور فيرو بحيث منحه قلما لا يعطى إلا للمتفوقين .
و بالتالي فيمكن أن نقول أن هذا المشهد هو أفضل مشهد لأفضل فيلم لأفضل ممثل في 2009 .
في الختام أود أن أشير إلى أنني لست ناقدا سينمائيا و لا أملك خبرة في هذا المجال ، و بالتالي فإنني لا أستعمل مصطلحات سينمائية في تحليلي للأفلام ، بل أحللها من منظور شخص عادي جدا متابع للسينما .
أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم ، و آسف على الإطالة .
في أمان الله
