اكتملت خاطرتي
لا اعتقد انني وفقت في نقل افكاري
لكني نقلتها كما هي
آمل ان تعجبكم
هنا اتأمل
هنا اراقب
هنا اتذكر
وهنا ابكي
لكن..
هنا رأيته..
ساكن كالنهر
هادئ كالليل
آسر كالنجوم
صامت كالغروب
بكاؤكِ غير مجدٍ.. كانت اول جملة قالها لي.. كان يبتسم بحنان الأب وفيه عينيه قرأت مشاعر عدة
جلس بجواري وهو يلاطفني كي اصمت.. يبدو انني برغم كل شي بدوت كطفلة صغيرة
من قال ان البكاء مجدٍ؟ كذا سأل
اجبت: ربما لأن المرء يجلو همه بعد البكاء
قال: هناك من يبكي دون ان يزول همه..
قلت: ربما....
صمت، بحق هناك من يبكي لكنه يظل باكيا للأبد.. حزن دائم وغم غير منقطع
سألت: ألا يجب أن يبكي المرء احيانا كيلا يختنق؟
رد بصبر: أ حقا سيختنق مالم يبكِ؟
أنت محير.. كذا قلت.. وقفت اعاتبه بنظرات صامتة وابتعدت.. لا مزاج لي الآن للعبة الأخذ والرد وإلا..
فلتبكي إذن ان اردتِ.. هكذا وصلني صوته العميق.. لكن يجب ان تدركي انه لن يغير شيئا.. فلتبكِ على من رحلوا
ولتبكِ على ماضٍ جميل ولتبكِ لأنك فشلت في تحقيق أمنية.. لكن هل بكيتي لأنك اضعتِ وقتك في البكاء على طلل وشيء لن نعود إليه بآلة الزمن..
أنت قاس حقا
الحقيقة قاسية دوما.. القوي يتقبلها والشجاع يعترف بها والعاقل يقر بها.. فأيهم أنتِ؟
لا أحد منهم
أطق ضحكة عذبة برغم كل شيء وربت على رأسي كطفلة.. شجاعة منك ان تعترفي بجهلك.. هل يُصر على معاملتي كطفلة وأنا فتاة كبيرة!!!!
الويل شد مااكره ذلك.. لكني اعترف أحببت هذا الاسلوب.. غريبة أنا..
يضفي الغروب لونه في عينيه وتلون السماء شعره بالوانها الجميلة في تلك اللحظات.. اتطلع إليه وهو يحدثني عقلي منقسم نصفين
نصف يتابع كلامه ويعيه ويرد عليه ويناقشه
نصف آخر يتأمله ويراقبه ويحدد كل تقطيعة في وجهه الوسيم
يدا بيد اسير مع معلمي الكبير.. كذا اسميته فكان يضحك مني..
كنا نلتقي يوميا فأتعلم منه اشياء كثيرة.. حكمته، فلسفته، نظرته للأمور المختلفة.. نخلق عوالما خاصة بنا ونبتكر مزحات نفهمها ونضحك عليها نحن فقط
الآن اتذكر كل ذلك وأنا اقرأ رسالته.. لقد رحل لموقع آخر.. لا يعتقد أنه سيعود..
رحل دون ان يقول وداعا.. بل بصمت كدأبه
رحل تاركا إياي في ضياع.. مع من سأتحدث.. من سيفهم دعاباتي.. من سيمسك يدي ويجعلني اشعر انني طفلة تسير مع والدها
من سيعاتبني على ضعف في إحد شخصيات قصصي، من سينتقد كتاباتي
تبا لشيطانك أيها المعلم.. هل هذه دمعة سكبتها عيناي؟ انا التي وعدته ألا ابكي؟؟
لماذا اتألم وابكي إذن؟؟
ثم.. ماهذا الظل الهائل خلفـ...
تلميذتي الصغيرة غاضبة؟؟
سنجاي-سينسـ......
وجهه الدافئ يرسم ابتسامة عذبة، أرى في عينيه سحرا الحكمة التي اشتقت لها فيما يمد يده لي لأنهض من فوق الرمال...